جاء في سيرة السلطان محمود الغزنوي أن " اياز " كان في بداية أمره عبد من عبيد السلطان وبسبب فطنته وتضحيته أصبح أقرب المقربين للسلطان.. مما أثار حسد الوزراء وأفراد البلاط له.. كانتْ لإياز هذا غرفة مقفلة باستمرار لا يأذن لأحد بدخولها.. وكان هو يوميا في الصباح وقبل أي عمل يدخل إلى الغرفة ويمكث فيها قليلا ثم يخرج ويقفل الباب..
وكان اثنان من الوزراء يعملان باستمرار لإسقاط أياز من عين السلطان وحمله على إساءة الظن به.. ولفت نظرهما ذلك فقالا للسلطان إن أياز سرق جواهر ثمينة ومبالغ طائلة من الخزينة ووضعها في غرفة خاصة به وهو يذهب كل يوم قبل كل شيء إلى هذه الغرفة وقد وضع عليها أقفالا ولا يسمح لأحد بالدخول إليها..
وتداخل السلطان الشك وقال لهما: غدا عندما يكون أياز عندي اذهبا واكسرا القفل وادخلا الغرفة وأتياني بكل ما تجدونه من جواهر وأموال.
وفي اليوم التالي ذهب عدة أشخاص بالمعاول وبكل حماس إلى غرفة أياز .. وعندما كسروا القفل ودخلوا لم يجدوا سوى ثوب بالِ طويل وحذاء عتيق .. قالوا لا يعقل أن تكون هذه الأقفال لأجل هذا الثوب وهذا الحذاء الباليين .. لابد وانه دفن الجواهر في أرض الغرفة.. وحفروا وفتشوا ونقبوا .. إلا أنهم لم يجدوا شيئا.. فرجعوا خجلين إلى السلطان.. واتضح كذبهم وحسدهم قال السلطان لابد وان يرضى عنكم أياز .. والقوا بأنفسهم على قدمي أياز فقال: الأمر للسلطان وعفا السلطان عنهم.
ثم سال أياز عن سبب إقفال هذه الغرفة وزيارته لها كل يوم حتى أساء هؤلاء الظن به فقال: أيها السلطان لم أكن أكثر من غلام فقير .. ولم يكن عندي إلا هذا الحذاء وهذا الثوب وبلطف السلطان أصبحت أملك كل شيء .. وحيث أن النفس قد تتمرد وتطغى فقد احتفظت بذلك الحذاء وذلك الثوب الذي كان لباسي قبل أن أكون غلامك.. وكنت ألقي عليهما نظرة كل يوم حتى لا أبتلي بالغرور وأعلم أن كل ما لدي فهو من السلطان.
No comments:
Post a Comment