روى ابن ماجه بسند صحيح عن طلحة بن عبيد الله أن رجلين قَدِما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان إسلامهما جميعاً, فكان أحدهما أشد اجتهاداً من الآخر, فغزا المجتهد منهما فاستشهد, ثم مكث الآخر بعده سنة ثم توفي, قال طلحة: فرأيت في المنام بينا أنا عند باب الجنة إذا أنا بهما, فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي الآخِر منهما, ثم خرج فأذن للذي استشهد, ثم رجع إلي فقال: ارجع فإنك لم يأْنِ لك بعد, فأصبح طلحة يحدث به الناس, فعجبوا لذلك, فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم, وحدثوه الحديث, فقال: (مِن أي ذلك تعجبون؟), فقالوا: يا رسول الله! هذا كان أشد الرجلين اجتهاداً، ثم استشهد, ودخل هذا الآخر الجنة قبله, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أليس قد مكث هذا بعده سنة). قالوا: بلى, قال: (وأدرك رمضان، فصام، وصلى كذا، وكذا من سجدة في السنة)، قالوا: بلى, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض)
ﺗﺸﺒــيه عجيـﺐ سبحان الله
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺠﻮﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ وغفر له :
( ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺍﻹﺛﻨﻰ عشــﺮ ﻛـﻤﺜﻞ ﺃﻭﻻﺩ ﻳﻌﻘﻮﺏ عليه وعليهم ﺍﻟﺴـﻼﻡ
ﻭﺷـﻬﺮ ﺭﻣﻀــﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﻛﻴﻮﺳﻒ ﺑﻴﻦ ﺇﺧﻮﺗــﺔ .
ﻓﻜﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻮﺳﻒ ﺃﺣﺐ ﺍﻷﻭﻻﺩ ﺇﻟﻰ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻛﺬﻟﻚ ﺭﻣـــﻀــــــﺎﻥ ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ ﺇﻟﻰ عــﻼﻡ ﺍﻟــﻐﻴﻮﺏ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻴﻌﻘﻮﺏ ﺃﺣﺪ عشر ﻭﻟﺪًﺍ ﺫﻛﻮﺭًﺍ ﻭﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﺣﺎﺿﺮﻳﻦ ، ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻭﻳﺮﺍﻫﻢ ، ﻭﻟﻢ ﻳﺮﺗﺪ ﺑﺼﺮﻩ ﺑﺸﻲﺀ ﻣﻦ ﺛﻴﺎﺑﻬﻢ
ﻭﺍﺭﺗﺪ ﺑﻘﻤﻴﺺ ﻳﻮﺳﻒ ﺑﺼﻴﺮًﺍ ﻭﺻﺎﺭ ﺑﺼﺮﻩ ﻣﻨﻴﺮًﺍ
ﻓﻜﺬﻟﻚ ﺍﻟﻤﺬﻧﺐ ﺍﻟﻌﺎﺻﻲ ﺇﺫﺍ ﺷﻢ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺭﻣﻀﺎﻥ ﻭﺟﻠﺲ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺬﻛﺮﻳﻦ ، ﻭﻗﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭﺗﺮﻙ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﺒﻬﺘﺎﻥ ﻳﺼﻴﺮ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻐﻔﻮﺭًﺍ ﻟﻪ
ﻓﺎﻏﺘﻨﻤﻮﺍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟــﻔﻀﻴﻠﺔ ، ﺗﻌﻘﺒﻜﻢ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﻠـﺔ ﻭﺍﻟﺪﺭﺟﺔ ﺍﻟﺠﻠﻴﻠــﺔ ﻭﺍﻟﺮﺍﺣﺔ ﺍﻟﻄﻮﻳﻠﺔ ﺇﻥ ﺷﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ) .
ﺑﺴﺘﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍعظين ﺹ 230
No comments:
Post a Comment