قال : أصبحت اُحبّ الفتنة ، و أكره الحقّ ، و اُصدّق اليهود و النصارى ، و اُؤمن بما لم أره ، و اُقرّ بما لم يُخلق .
فرُفع إلى عمر ، فارسل إلى عليّ ( كرّم اللَّه وجهه ) ، فلمّا جاءه أخبره بمقالة الرجل .
قال : " صدق ، يحبّ الفتنة ، قال اللَّه تعالى : { إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ... } ، ( سورة التغابن : 15 ) .
و يكره الحقّ ـ يعني الموت ـ ، قال اللَّه تعالى : { وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ... } ، ( سورة ق : 19 ) .
و يُصدّق اليهود و النصارى ، قال اللَّه تعالى : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ... } ، ( سورة البقرة : 113 ) .
و يؤمن بما لم يره ، يؤمن باللَّه عزّ و جلّ .
و يُقرّ بما لم يُخلَق ، يعنى الساعة .
فقال عمر : أعوذ من معضلةٍ ، لا عليّ لها ، ( انظر فتح الباري في شرح البخاري : 17 / 105
كان هناك ثلاثة رجال يمتلكون 17 جملا عن طريق الإرث بنسبٍ متفاوتة فكان الأول يملك نصفها، والثاني ثلثها، والثالث تسعها : وحسب النسب يكون التوزيع كالآتي .. الأول يملك النصف (17÷2) = 8.5 الثاني يملك الثلث (17÷3)= 5,66 الثالث يملك التسع (17÷9 ) = 1.88 ولم يجدوا طريقة لتقسيم تلك الجمال فيما بينهم، دون ذبح أي منها أو بيع جزء منها قبل القسمة فما كان منهم إلا أن ذهبوا للإمام علي رضي الله عنه لمشورته وحل معضلتهم. قال لهم الإمام علي رضي الله عنه: هل لي بإضافة جمل من جمالي إلى القطيع ؟؟ فوافقوا بعد استغراب شديد !! فصار مجموع الجمال 18 جملا، وقام الإمام علي (رضي الله عنه ) بالتوزيع كالتالي : الأول يملك النصف (18÷2) = 9 الثاني يملك الثلث (18÷3) = 6 الثالث يملك التسع (18÷9) = 2 ولكن الغريب في الموضوع أن المجموع النهائي بعد التقسيم يكون: 17 جملا. فأخذ كل واحدٍ منهم حقه واسترد الإمام جمله ( الثامن عشر) وتعد هذه من روائع الإمام علي رضي الله عنه
No comments:
Post a Comment